-A +A
عيسى الحليان
استأثرت الانتخابات الكويتية بقدر لا يستهان به من اهتمام المراقبين، ليس لمعرفة ما سوف تسفر عنه هذه الانتخابات من ألوان طيف سياسي، وما سوف يترتب على ذلك من علاقة بين الحكومة والمجلس النيابي، ولكن لما في ذلك من أهمية بالغة على مستقبل الحركة الديمقراطية برمتها في الكويت، وانعكاساتها على مستقبل المشاركة السياسية في هذه المنطقة ككل.
ما يحصل في الكويت منذ بضع سنوات يكشف بأن النضوج في الحركة الديمقراطية أمر ليس باليسير، وأن العملية تحتاج إلى تضحيات كبيرة وتكاليف باهظة، فالكويت التي كانت مضرب المثل في الانفتاح الإعلامي والسياسي تصل إلى حالة من الاختناق السياسي بعد خمس حكومات متعاقبة وثلاثة مجالس منتخبة، وذلك خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 3 سنوات فقط!!
رغم الحركة الثقافية وتمدن المجتمع والانفتاح السياسي، فإن الانتخابات غالباً ما كانت تكشف لنا المستور، حيث النسيج القبلي والأيديولوجي والمذهبي الذي يغلف معظم المواقف السياسية الحقيقية لكل من الناخب والمنتخب.
ما حصل خلال السنوات الماضية لم يكن خطأ بالمطلق لأنه كشف الحقيقة ونزع الغطاء أمام الشعب والحكومة ومن الصالح العام مراجعة هذه «الحالة» قبل أن تستشري وتتغلغل في مفاصل المجتمع الكويتي ويصبح العلاج صعباً كما هو الحال مع بعض التجارب الإقليمية الأخرى.
ليس ثمة مجتمع بلا عورات ديمقراطية، لكن الحكومة الكويتية أثبتت طول نفسها وعلو كعبها في التعاطي مع هذه «المشاغبات» الديمقراطية، وأن تكون الحلول من خلال «اللعبة» ذاتها، وهو ما أثبتته الانتخابات الأخيرة، هنا تترعرع التجربة وترتقي درجة أخرى في سلم طويل وبالغ التكاليف.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة